يتضمن هذا المحور من الدراسة سلسلة من الإجراءات التي تم اتباعها من أجل تحقيق هدف الدراسة, وذلك من خلال تحديد منهج المتبع ومجتمع البحث واختيار عينة ممثلة له ومن ثم تطبيق استبانة الدراسة وانتهاءً بتحديد الوسائل الإحصائية المناسبة لمعالجة البيانات وتحليلها والنتائج التي ستتوصل اليها ويمكن عرضها على النحو الاتي :
اولا /منهجية الدراسة:
استخدم في هذه الدراسة منهج البحث الوصفي لأنه يتضمن خطوات علمية مُركزة ودقيقة للظاهرة المدروسة كما هي في الواقع, ولأنه المنهج المناسب لتحقيق هدف الدراسة ، ويكون خير وسيلة يمكن من خلالها التعرف على أسباب الظواهر والمشكلات التي تظهر أو تكتشف في أي مجال من مجالات الحياة المتعددة.
ثانيا/ مجتمع وعينة الدراسة:
تحدد مجتمع البحث الحالي بالشباب الساكنين في محافظة بغداد للعام (2023 ) , وقد تم اختيار عينة عشوائية منهم بلغت (100) شاب لغرض تطبيق الاستبانة عليهم ومعرفة اسباب عزوفهم عن الصلاة في المساجد.
اداة الدراسة:
لكل دراسة طبيعتها وأهدافها وهما اللذان يحددان الأداة المناسبة ،إذ إن لكل دراسة أداة معينة ،ولكل أداة مزاياها في جمع البيانات والمعلومات وهذا يتطلب الإلمام بالأداة(الاستبانة) وكيفية تصميمها وإعدادها .ونظرا لكون الدراسة الحالية ترمي إلى الكشف عن اسباب عزوف الشباب عن الذهاب الى الصلاة في المساجد فان اسلوب الاستبانة هو أفضل أداة لتحقيق هذا الغرض.
ولغرض تحقيق هدف الدراسة تطلب ذلك استخدام استبانة لمعرفة تلك الاسباب ، ونظراً لعدم التمكن من الحصول على اداة جاهزة تحقق الهدف المنشود تطلب ذلك اعداد استبانة للحصول على البيانات المطلوبة من افراد عينة البحث، إذ تعد الاستبانة من افضل الادوات المستخدمة في قياس هكذا متغيرات.
وقد جرت عملية إعداد الاستبانة بالخطوات الاتية:
1. إعداد الاستبانة:
أ. السؤال الاستطلاعي:
تم توجيه سؤال مفتوح لعينة من الشباب من سكنة محافظة بغداد اذ تضمن السؤال كتابة اهم الاسباب الى تمنعك من الذهاب الى الصلاة في المسجد وقد تم الالتقاء بكل فرد من أفراد العينة الاستطلاعية للإجابة على استفساراتهم حول مضمون الاستبانة والهدف منها ،وتوضيح بعض النقاط والاجابة على الأسئلة التي تثار ، والتي تستثير دوافع المستفتيين للإجابة على الأسئلة بعناية وصدق.
ب. جمع الاستجابات وتوحيدها:
بعد الحصول على الاستجابات عن طريق الاستمارة المفتوحة بعملية جمع اهم الاستجابات وتوحيدها اذ تم الحصول على (24) مؤشر , وتم وضع تدرج ثلاثي لفقرات الاستبانة وهي (بدرجة كبيرة، بدرجة متوسطة، بدرجة قليلة).
صدق الاستبانة:
يقصد به: قياس ما وضعت لأجله أي ان تقيس الهدف الذي صممت من اجله. ويعد الصدق أمراً أساسياً لمعرفة قدرة الاستبانة على قياس ما وضعت لقياسه فعلاً ويعد الصدق من الشروط المهمة والخطوات الاساسية لأعداد الاستبانة واستخدامها. واتخاذ القرارات الملائمة لغرض معين. ،
وقد تم التحقق من الصدق بعرض الاستبانة المتكونة من (24) مؤشر على عدد من المحكمين من ذوي الخبرة والاختصاص , اذ ان الوسيلة المفضلة للتأكد من الصدق الظاهري للاستبانة هي عرض الاداة على مجموعة من المحكمين المتخصصين لبيان رايهم في صلاحية الفقرات وفقاً لقياس الصفة التي وجدت من اجلها, وبعد جمع اراء الخبراء تبين انهم اتفقوا على صلاحية فقرات الاستبانة بنسبة (100%) لذلك اصبحت الاستبانة جاهزة للتطبيق من ناحية صدقها .
ثبات الاستبانة :
يقصد بالثبات الاتساق في النتائج، أي إن الاداة تعطي النتائج نفسها إذا ما أعيد تطبيقها على الأفراد أنفسهم في الظروف نفسها , فالأداة الثابتة تعطي نفس النتائج إذا ما استخدمت أكثر من مرة وتحت ظروف متشابهة. ويعني الثبات دقة القياس، أي اتساق القياس واطراده، فيما يزودنا به من المعلومات عن سلوك الأفراد.
وإن الثبات يمكن أن يكون بأكثر من اسلوب، بحسب طبيعة الدراسة لذا اتبع اسلوب التقدير بإعادة الاختبار، وهذا الإجراء يوصل الى نتائج موثوق بها بدرجة كبيرة شريطة أن يستقل كل مقدر بتقديراته.
وتعد طريقة اعاد الاختبار من أكثر الطرائق استخداماً وشيوعاً، واعتمدت هذه الطريقة في حساب ثبات الاستبانة اذ تم اعادة تطبيق الاستبانة بعد فترة اسبوعين على عينة تبلغ (20) شاب، بعد ذلك تم حساب معامل الثبات باستخدام معامل ارتباط بيرسون وظهر إن معاملات الثبات (0,85) ويعد معامل ثبات ملائماً لأغراض الدراسة الحالية.
الوسائل الاحصائية:
تم استخدام الحقيبة الاحصائية (spss) في تحليل الاستبانة وهي كالآتي:.
1. معامل ارتباط بيرسون( (Pearson وذلك لحساب قيمة ثبات الاستبانة.
2. الوسط الحسابي وذلك في نتائج الدراسة اذ تم ايجاد الوسط الحسابي لكل مؤشر.
4. الانحراف المعياري في نتائج الدراسة اذ تم ايجاد الانحراف المعياري لكل مؤشر.
عرض النتائج وتفسيرها :
يتضمن هذا الجزء من الدراسة عرضاً للنتائج التي تم التوصل اليها في الكشف عن اسباب عزوف الشباب عن الصلاة في المساجد عن طريق الاستبانة التي تم اعدادها لهذا الغرض.
وستعرض النتائج باتباع ما يأتي:
- حساب درجة توافر كل مؤشر في الاستبانة على وفق البدائل الثلاث لاستخراج قيمة الوسط الحسابي والانحراف المعياري.
- لغرض حساب قيمة الوسط الحسابي لكل مؤشر من مؤشرات الاستبانة تم إعطاء البديل (بدرجة كبير) ثلاث درجات، والبديل (بدرجة متوسطة) درجتان ، والبديل (بدرجة قليلة ) درجة واحدة .
- حساب متوسط كل مؤشر في الاستبانة الذي هو (2) وانحراف معياري (1) معياراً للحكم عن اهمية المؤشر .
- ترتيب المؤشرات في الاستبانة ترتيبا تنازليا من أعلى وسط حسابي الى أقل وسط حسابي .
- عرضت نتائج التحليل للاستبانة ثم الخروج ببعض التوصيات .
نتائج تحليل الاستبانة:
تم تحليل هذه الاستبانة عن طريق تطبيقها على عينة من الشباب بلغت (100) شاب من سكنة مدينة بغداد اختيرت بصورة عشوائية وبعد اخذ الاستجابات للعينة تم تحليلها وكانت نتائج التحليل كما موضحة في جدول (1) .
جدول (1)
نتائج تحليل استبانة اسباب عزوف الشباب عن الصلاة في المساجد
الرتبة | التسلسل في الاستبانة | المؤشرات | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري |
1 | 23 | قلة الشخصيات الدينية العراقية المؤثرة في نفوس الشباب | 2.352 | 0.656 |
2 | 22 | تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ودورها السلبي في توجيه الشباب | 2.338 | 0.674 |
3 | 5 | مصاحبة الشباب اصدقاء السوء | 2.309 | 0.645 |
4 | 21 | الانشغال بالأعمال سواء كان الفرد موظف او كاسب | 2.267 | 0.773 |
5 | 6 | الصورة السيئة لبعض المصلين الذين يرتادون المساجد نتيجة الاختلاف بين سلوكهم واقوالهم | 2.239 | 0.642 |
6 | 3 | الاوضاع الامنية التي تشهدها المدينة جعلت الابناء يتركون الصلاة في المسجد | 2.183 | 0.542 |
7 | 7 | الاهل قد لا يصلون ولا يشجعون الابناء على الصلاة | 2.169 | 0.585 |
8 | 20 | لا يمتلك الامام صفة مميزة عن الاشخاص العاديين | 2.155 | 0.755 |
9 | 1 | عدم معرفة اجر وثواب صلاة الجماعة | 2.148 | 0.515 |
10 | 18 | الانشغال بالطرب واللهو | 2.140 | 0.661 |
11 | 15 | عدم الارشاد والتوجيه الديني من قبل المشايخ | 2.131 | 0.687 |
12 | 19 | ضعف الخطاب الديني والدعوة للصلاة | 2.112 | 0.644 |
13 | 9 | خوف الاهل على الشباب من انحراف افكارهم وانجرافهم في تيارات اسلامية متشددة | 2.098 | 0.700 |
14 | 2 | قلة التوجيه من قبل اولياء الامور على اهمية الصلاة في المساجد | 2.084 | 0.499 |
15 | 8 | عوامل العولمة والانفتاح على الدنيا وشهواتها | 2.024 | 0.620 |
16 | 10 | بعد الجوامع عن السكن | 2.015 | 0.643 |
17 | 12 | الخوف من الانفجارات | 2.010 | 0.686 |
18 | 24 | قلة الاهتمام للتربية الاسلامية في التعليم التربوي الحكومي | 1.985 | 0.492 |
19 | 14 | انتشار وسائل التكنولوجيا من اجهزة الموبايل وغيرها مما يبعد التوجه لامور الدين | 1.980 | 0.559 |
20 | 17 | السهر ليلا على العاب الموبايل والنوم نهارا | 1.971 | 0.675 |
21 | 11 | انتشار الاوبئة والامراض في الوقت الحاضر | 1.957 | 0.745 |
22 | 16 | ادمان الشباب على بعض الالعاب مثل (الدومنة والطاولي وغيرها) | 1.943 | 0.582 |
23 | 13 | عدم تعويد الاباء ابنائهم منذ الصغر على ارتياد المساجد | 1.929 | 0.743 |
24 | 4 | الابتعاد عن الله | 1.859 | 0.742 |
من خلال ملاحظة الجدول (1)يتبين الاتي:
1ـ جاء مؤشر قلة الشخصيات الدينية العراقية المؤثرة في نفوس بالمرتبة الاولى اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,352) وانحراف معياري قدره (0,656) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الاولى.
2. جاء مؤشر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ودورها السلبي في توجيه الشباب بالمرتبة الثانية اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,338) وانحراف معياري قدره (0,674) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الثانية.
3. جاء مؤشر مصاحبة الشباب اصدقاء السوء بالمرتبة الثالثة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,309) وانحراف معياري قدره (0,645) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الثالثة.
4. جاء مؤشر الانشغال بالأعمال سواء كان الفرد موظف او كاسب بالمرتبة الرابعة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,267) وانحراف معياري قدره (0,773) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الرابعة.
5. جاء مؤشر الصورة السيئة لبعض المصلين الذين يرتادون المساجد نتيجة الاختلاف بين سلوكهم واقوالهم بالمرتبة الخامسة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,239) وانحراف معياري قدره (0,642) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الخامسة.
6. جاء مؤشر الاوضاع الامنية التي تشهدها المدينة جعلت الابناء يتركون الصلاة في المسجد بالمرتبة السادسة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,183) وانحراف معياري قدره (0,542) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة السادسة.
7. جاء مؤشر الاهل قد لا يصلون ولا يشجعون الابناء على الصلاة بالمرتبة السابعة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,169) وانحراف معياري قدره (0,585) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة السابعة.
8. جاء مؤشر لا يمتلك الامام صفة مميزة عن الاشخاص العاديين بالمرتبة الثامنة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,155) وانحراف معياري قدره (0,755) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الثامنة.
9. جاء مؤشر عدم معرفة اجر وثواب صلاة الجماعة بالمرتبة التاسعة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,148) وانحراف معياري قدره (0,515) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة التاسعة.
10. جاء مؤشر الانشغال بالطرب واللهو بالمرتبة العاشرة اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,140) وانحراف معياري قدره (0,661) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة العاشرة.
11. جاء مؤشر عدم الارشاد والتوجيه الديني من قبل المشايخ بالمرتبة الحادية عشر اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,131) وانحراف معياري قدره (0,687) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الحادية عشر.
12. جاء مؤشر ضعف الخطاب الديني والدعوة للصلاة بالمرتبة الثانية عشر اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,112) وانحراف معياري قدره (0,644) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الثانية عشر.
13. جاء مؤشر خوف الاهل على الشباب من انحراف افكارهم وانجرافهم في تيارات اسلامية متشددة بالمرتبة الثالثة عشر اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,098) وانحراف معياري قدره (0,700) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الثالثة عشر.
14. جاء مؤشر قلة التوجيه من قبل اولياء الامور على اهمية الصلاة في المساجد بالمرتبة الرابعة عشر اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,084) وانحراف معياري قدره (0,499) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الرابعة عشر.
15. جاء مؤشر عوامل العولمة والانفتاح على الدنيا وشهواتها بالمرتبة الخامسة عشر اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,024) وانحراف معياري قدره (0,620) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة الخامسة عشر.
16. جاء مؤشر بعد الجوامع عن السكن بالمرتبة السادسة عشر اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,015) وانحراف معياري قدره (0,643) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة السادسة عشر.
17. جاء مؤشر الخوف من الانفجارات بالمرتبة السابعة عشر اذ حصل هذا المؤشر على وسط حسابي مقداره (2,010) وانحراف معياري قدره (0,686) وبالتالي فأن هذا المؤشر تأتي اهميته بالمرتبة السابعة عشر.
18. اما بقية المؤشرات فانها لم ترتقي لتكون اسباب مؤثرة في عزوف الشباب عن الصلاة في المساجد .